هواة ألانتحار
هل هناك أجمل من أن يحلم الإنسان ويحلق بحلمه دون قيود وقضبان تحبس حلمه في قفص يتغشاه ضباب يحجب رؤية السياسيين وأصحاب المصالح وكيد الفجار .
فما أجمل من أن يحرث الفلاح أرضه ويزرعها في الأشجار لينتج لأجياله ثمراً ومملكة حب وازدهار.لكن مملكته البسيطة دمرتها السياسة بالحجار أو مات بسبب انفجار, وجعلت مني ومن أجيالنا هواة انتحار .
الانتحار بالهجرة
ولكن كيف نهاجر ؟؟
نهاجر كطائر مكسور الجناح ,مذبوح الوريد يعيش في الغربة وحيداً.أحرقته السنة الغربة وجعلته يعيش في تربة وحاولت إغراءنا بمفاتنها التي فتنت فينا العقل لكن أبقت قلبنا مجروحاً, وجسداً بلا روح.فإن الله يقول:"خلق الإنسان ضعيفاً "لذا فإن من هؤلاء الضعفاء اللذين يتركون وطنهم الحبيب والحنون من ناحية, ومن ناحية أخرى وطنهم الذي بات ورقة في يد السياسيين وملوثاً بألغام العداوة ومزيناً بصور الشهداء.
اللذين قضوا واالحرب, التي أبيدت من اجل السلم لكن:"حلم إبليس في الجنة "فلبنان لن يعيش في سلام إلا انه حكم القوي على الضعيف والأخ اللبناني بات اليوم يشرب دم أخاه !فأجدادي عاشوا الحرب, وأهلي عاشوا الحرب, وأنا عشت الحرب وجيلي حتماً سيعيشون الحرب.
.فهذا التراث الذي جعل منا ومن أجيالنا أن نعيش في كابوس فهذا قضاء لا مهرب منه.لقد أصبح موطني في هذه الأيام حقيقة غاية الحيوان المفترس يأكل الصغير المسكين ويتحكم به ويجعله يعيش ذليلا أو شهيداً.فماذا أرى في وطني ؟؟وماذا أسمع ؟؟
• هنا فلاح ذهب ولم يعد بعد ,لكن بقيت جزمته تحاكي المأساة التي عاشها قبل أن يُمزق جسده في لغم
• العدو ترك وراءه أولاد مشردين
• هنا الأمهات تحمل صور أولادها المفقودين !
• وهنا أسمع زغاريد النسوة تزف أولادها المستشهدين !
• هنا في الساحات المعارضين !
• وهـناك هؤلاء المتسلطين!اللذين ملؤا بطونهم على حساب الآخرين !
- فالوطن الذي هو مسقط رأسي هو أيضاً مصدر يأسي وبأسي وضع دمي في كأسي .
- الوطن الذي أشعر به في الحنان قد سرق منه الأمان وأصبح موطن بلا اطمئنان.
-الوطن الذي فيه أحلامي غداً ستنشر فيه أشلائي كيف سأحلم ؟وأطمح وأبني ؟؟ وأحمل بيدي
كفني!!!
أنا لا أحب أن، أغمض جفني كي لا أحلم بسياسي للموت يزفني فغداً سوف تباد عائلتي ولا أحد يحمل أسمي
أهذه عيشة إنسان ؟؟حقاً لا يفعل هذا بالحيوان؟؟
يقولون لك سندافع ونعيش في كرامه ! فأين الكرامة أيها اللبناني ؟
فأين الكرامة أيها اللبناني وأنت تتمنى أن لا يزيد سعر رغيف الخبز!
فأين الكرامة أيها اللبناني وأنت تحلم في الهدوء ولا تجده ؟
فأين الكرامة أيها اللبناني وأنت تصرخ دون جدوى ؟والبعض يقولون لنا الشهادة الشهادة وما حياة الدنيا إلا لهو ولعب فكيف تكون حياة الدنيا لهو ولعب ولا تساوي شيئاً ان الجنة والنار وضعت لأجلهما ولحساب أعمالها ووضع لأجلهما يوم يثاب به المرء أو يهان .وهل أتينا نحن إلى هذه الدنيا لزيارة مرور الكرام أو رقم سجل ؟؟أو ليسيل دمنا ودم أهلنا وأطفالنا ليحرك مشاعر العرب.
فاليوم بدل أن تزين أحاديث الشبان بالحب, بالحب والحنان تزين بالشهادة والموت أو بالهجرة والحرب !
ولمن نبقي الوطن !
لا نريد تحريك مشاعر العرب بدمائنا؟؟
ولا نبيع الأشرار أجسادنا!!
ولا نسمح للسيروحه.بقطع أنفاسنا !
صحيح أن الغربة جارحه لكن جرح الحبيب أفضل من جرح الغريب فأنا أفضل أن أقطع ألف قطعة أو أن أموت ألف موته على يد الغرباء أفضل من أن أجرح على يد الأحباء .ففي الوطن أصبح ألأخ يهدر دم أخيه ويشتري روحه .الأحباء يتلي الفرصة الحق يموتون.
لمن سأعيش في الوطن .فإذا سنحت لي الفرصة سأهاجر حتى لا أموت على يد أخي وحتى لا تضيع حقوقي وحتى لا تقطع عروقي.
سأهاجر ولا أكون كلعبة في يد السياسيين ولعلي أستطيع أن أغمض جفني ولا أحلم في انفجار يتفجر في أحد شوارع وطني أو بمخزن أسلحة فوق رأسي.فهناك أستطيع أن أحقق حلمي وأبني عائله تحمل أسمي وأرى أطفالي وأجيالي وأحتصد أحلامي ففي الوطن أن أحلم لكن سيقضي على حلمي الكبار أو يموت بسبب انفجار ففي المهجر لا أرى معارضه ولا موالاة ولا شباناً يحملون نعوشهم قتلوهم إخوانهم العرب ولا أسمع الأخ العربي قنص أخاه ولا الآخر العربي الكبير سرق رغيف الصغير .
فهناك أستطيع أن أجلس بهدوء.
مرتاحة البال لأدعو ربي للعودة إلى الوطن بعيداً عن عيون القناصين وإنهاء هذا الكابوس عن وطني الحبيب وبعيداً عن هؤلاء الفجار وأن أحيا بعيداً عن الإنفجارات وأستطيع أن أحلق وأزدهر في قلب وطني وحضن أمي دون أن تدوس أقدام السياسيين والأعداء على حلمي وتهدمه فوق رأسي لكن حكم القدر عليَّ أن أنتحر نعم سأنتحر .........سأنتحر في الهجرة.